الحلم المغربي بتوقيع ياسر زبيري

صنع ياسر زبيري التاريخ مساء الأحد في سانتياغو (تشيلي)، بعد أن قاد المنتخب المغربي للتتويج بكأس العالم تحت 20 سنة 2025 لأول مرة في تاريخه، إثر فوز مستحق على الأرجنتين (2-0) بفضل ثنائية مذهلة من توقيعه. النجم المغربي الشاب، البالغ من العمر 20 عاماً، كتب اسمه بأحرف من ذهب وأصبح أيقونة جديدة لكرة القدم المغربية.
من سانتياغو إلى المجد العالمي
كان 19 أكتوبر 2025 يوماً فاصلاً في مسيرة زبيري، لاعب نادي فاماليكاو البرتغالي. ففي نهائي مثير أمام الأرجنتين، تولى النجم المغربي المهمة بنفسه:
افتتح التسجيل من ضربة حرة رائعة بالقدم اليسرى، بعد خطأ انتزعه بنفسه أمام منطقة الجزاء.
ثم أضاف الهدف الثاني بعد تلقيه عرضية متقنة من قائد المنتخب عثمان معامة، الذي حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، متقدماً على زبيري نفسه.
بهذا الأداء، رفع زبيري رصيده إلى خمسة أهداف، ليتوّج بلقب الهداف المشترك لكأس العالم U20 إلى جانب الفرنسي لوكاس ميشال، والأمريكي بنجامين كريماتشي، والكولومبي نيسر فيارّيال.
موهبة استثنائية وشخصية جريئة
لكن اختزال زبيري في أهدافه فقط سيكون ظلماً له؛ فهو لاعب متكامل يتمتع بالسرعة والمهارة والقدرة على صنع الفارق في أي لحظة. اشتهر أيضاً بإجبار الخصوم على تسجيل أهداف عكسية ضده في ثلاث مباريات متتالية بالأدوار الإقصائية — رقم قياسي فريد.
وفي نصف النهائي أمام فرنسا، تسبب في ركلة جزاء حاسمة، ثم نفّذ لاحقاً ركلة “بانينكا” جريئة أظهرت ثقته العالية بنفسه. وبعد النهائي، لم يتردد في توجيه رسالة قوية لمنافسيه قائلاً:
"قلت قبل المباراة إننا لا نخاف أحداً. هم يتحدثون كثيراً، لكننا سحقناهم."
من الرباط إلى البرتغال… ثم إلى المجد العالمي
بدأ زبيري مسيرته في اتحاد تواركة الرياضي بالمغرب، قبل أن ينتقل في صيف 2024 إلى فاماليكاو في الدوري البرتغالي الممتاز. ورغم أن موسمه الأول تأثر بالإصابة، حيث شارك في خمس مباريات فقط وسجل هدفاً واحداً، إلا أنه تألق مع فريق الشباب بتسجيله خمسة أهداف في ست مباريات.
وفي الموسم الجديد، عاد بقوة وبدأ يثبت نفسه تدريجياً في الفريق الأول. والآن، بعد إنجازه التاريخي مع "أشبال الأطلس"، سيعود إلى البرتغال بنجمٍ فوق اسمه وعروضٍ محتملة من أندية كبرى في أوروبا.
المشجع العاشق لميسي... والمستقبل أمامه
ياسر زبيري معروف بشغفه الكبير بالنجم الأرجنتيني ليونيل ميسي، لكنه كتب فصلاً جديداً من المجد على حساب منتخب بلاده في النهائي. ومع عقدٍ يمتد حتى عام 2028، ينتظره مستقبل واعد، لكن الضغط سيكون أكبر من أي وقت مضى.
التحدي الحقيقي يبدأ الآن بالنسبة لياسر زبيري… فهل سيواصل صعوده نحو القمة؟